قالت مها : أنت يا أريج منذ أن جلسنا وضرسك لم يقف من تتابع الطعام عليه .. كعك .. بسكويت .. فطائر .. وأنا أيضاً ما قصرت .. والمسكينة سارة تقرأ ونحن نأكل ..
تبسمت سارة وقالت : هنيئاً مريئاً .. الله يجعل فيه العافية ..
لكن لا بد أن نفهم طرق هؤلاء .. لأننا قد نستعمل لتحقيق مآربهم ونحن لا نعلم ..
ثم بدأت القراءة :
أساليب !!
بدؤوا يدعون إلى خلع غطاء الوجه .. والتخلص من الجلباب أو العباءة .. والاكتفاء بلبس الثياب الفضفاضة – مبدئياً – بدلاً من العباءة ..
ويسلكون لإقناع النساء بذلك أساليب عديدة .. الدعايات .. إبراز المتبرجات على أنهن قدوات .. بيع العباءات المزينة والضيقة والشفافة ..
الدعوة إلى مشاركة المرأة للرجل في كل شيء .. في الاجتماعات ، واللجان ، والمؤتمرات ، والندوات ، والاحتفالات ، والنوادي ..
الدعوة إلى سفر المرأة بلا محرم ، ومنه سفرها غرباً وشرقاً للتعلم ودراسة اللغة .. وسفرها لمؤتمرات : سيدات الأعمال ..!!
الدعوة إلى قيامها بدورها في الفن ، والغناء ، والتمثيل .. والمطالبة بإنشاء فريق كرة قدم نسائي .. والمطالبة برياضة النساء على الدراجات العادية والنارية .
تصوير المرأة في الصحف والمجلات .. وخروجها في التلفاز مذيعة ومقدمة برامج .. وهكذا .. وعرض برامج مباشرة تعتمد على المكالمات الخاضعة بالقول بين النساء والرجال في الإذاعة والتلفاز ..
والدعوة إلى الصداقة بين الجنسين عبر برامج في أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ، وتبادل الهدايا بالأغاني وغيرها ..
* * * * * * * * * * * *
نقطة الانطلاق !!
طبعاً نقطة البداية في هذا كله : خلع الحجاب عن الوجه ، ثم باشروا التنفيذ لخلعه ، ودوسه تحت الأقدام وإحراقه ، وعلى إثر هذه الفعلات ، صدرت القوانين آنذاك في بعض الجمهوريات مثل : تركيا ، وتونس ، وإيران ، وأفغانستان ، وألبانيا ، والصومال ، والجزائر ، بمنع حجاب الوجه ، وتجريم المتحجبة ، وفي بعضها معاقبة المتحجبة بالسجن والغرامة المالية!!!
قال أريج : صدقت والله .. والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين مع الأسف تمارس التضييق على الحجاب .. ومحاربة تغطية الوجه .. بينما تجدين بلاد غير المسلمين أحياناً فيها حرية في الحجاب ..
بل إني قرأت في خبر نقلته وكالة رويتر .. قبل أيام أن شركات قطارات طوكيو باليابان أطلقت حملة لحماية النساء من الرجال الذين يتعمدون مضايقتهن بطرق مخلة أثناء التنقل ، وتضمنت الحملة إجراءات عملية تمثلت في تخصيص عدد من العربات للنساء فقط ! مما أدى إلى إثارة غضب بعض الرجال الذكور على اعتبار أن ذلك تميزاً ضدهم ..!
الوداع
رن الهاتف المحمول الذي مع سارة .. نظرت إلى رقم المتصل وقالت : هذا أبي يبدوا أنه وصل .. ردت عليه : وعليكم السلام .. نعم .. نعم أنا قادمة ..
وبدأت تلبس عباءتها .. وتغطي محاسن وجهها ..
ووقفت مها وأريج .. يودعانها .. وهي تقول إن شاء الله سنلتقي مرة أخرى ..
ولكن لتكن كل واحدة منكما مثل الفتاة الصالحة الذي رآها موسى عليه السلام مع أختها ترعى الغنم .. فساعدهما على سقي الغنم .. ثم جلس في ظل شجرة يرتاح .. وعادت الفتاتان إلى أبيهما .. فأمر إحداهما بإدخال الغنم في مكانها .. وأمر الأخرى أن تنادي موسى ..
واسمعي كيف وصف الله هذه الفتاة الصالحة التي ذهبت تنادي موسى ..
قال تعالى : " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء" ..
قال عمر : جاءت تمشي على استحياء قَائِلَةً بثوبها على وجهها ، لَيْسَت بِسَلْفَعٍ مِن النساء ولاّجةً خرَّاجة . والسلفع من النساء: الجريئة السليطة ( تفسير ابن كثير 3/384) ..
قارني - بالله عليك - بينها وبين امرأة العزيز في مصر التي أكثرت مخالطة يوسف عليه السلام .. ونظرت إليه وأبدت زينتها مراراً .. وهو عليه السلام يصد عنها .. حتى وصلت إلى حال راودته عن نفسه " وغلقت الأبواب وقالت هيت لك " أي تهيأت لك .. نسأل الله العافية ..
أريج .. مها .. والله ما يريد الداعون إلى نزع العباءة .. وإلقاء الحجاب .. وكشف الزينة .. والاختلاط بالرجال .. والله ما يريدون إلا أن تكوني لهم كالأمة المملوكة يمضغك الرجل متى شاء .. ويلفظك متى شاء ..
كانت أريج ومها .. تحاولان أن تبطئا سارة في المشي ليطول الكلام .. لكن هاتف سارة رن مرة أخرى .. فودعتهما .. وذهبت ..ا.هـ .
أشكر كل من استفدت من مؤلفاته في إعداد هذا الكتاب وعلى رأسهم الشيخ الدكتور بكر أبو زيد ، الشيخ سليمان الخراشي ، الشيخ أحمد عبدالعزيز الحمدان .
أسأل الله أن ينفع به وصلى الله على نبينا محمد .
جزى الله كل من شارك في نشر هذا الكتاب